السبت، 11 يوليو 2020

وقفات مع المخطوط " كتاب الشجرة الحاوي جميع الانساب" لمبارك العرابي


وقفات مع المخطوط  " كتاب الشجرة الحاوي جميع الانساب" لمبارك العرابي
كتب الأخ الكاتب فهد الاشقر عبربريد مجلة العرب ج٧ و٨ س ٣٥ محرم وصفر ١٤٣٩هج حول مخطوط بالاسم المشار إليه أعلاه والمنسوب لمبارك بن عبدالهادي العرابي .
والحقيقة أن الامر شدني في بادئ الامر اذ توقعت وجود مخطوط معروف لكنه مفقود، وبعد نظرة تأمل اتضح لي عدد من التساؤلات او الملاحظات هي كما يلي:
١- لقد تتبعت كتب تراجم الحجازيين ابتداء من مختصر نور الزهر لميرداد وخبايا الزوايا لابن فهد وعقد الجواهر والدرر في أخبار القرن الحادي عشر، للشلي وغيرها. 
فلم اجد فيها  أي إشارة لهذا المخطوط، لا من قريب او بعيد .
٢- لم يذكر العجيمي في ترجمة مبارك بن عبدالهادي العرابي أدنى إشارة تفيد ان لديه اهتمام بأنساب القبائل.
٣- النصوص المنقولة عنه في الاوراق التي نشر بعض فحواها الأخ الكاتب - ان صحت نسبتها إليه- تفيد انه ليس دراية لا بمواقع القبائل ولا بأنسابها ومن ذلك :
- أن مطير وسُليم وبني عبدالله أهل اليمن والشام، والصحيح انه لايعرف لسُليم ولالقبيلة بني عبدالله بلاد في اليمن والمقصود جنوب الحجاز.
- تسمية بني سعد بن بكر بشبابة قول شاذ لم يقل به أحد من المتقدمين أو حتى المتأخرين، بل الثابت بالنصوص التاريخية المتقدمة ان قبيلة بني سعد بن بكر كانت تقطن شرق مكة في الوقت الذي تقطن فيه قبيلة شبابة جنوب الطائف ولست بحاجة الى ايراد النصوص في هذا الباب فهو امر مشهور، ناهيك ان سعد بن بكر لاتحمل اسم شبابة .
- وَمِمَّا جاء في تلك الاوراق:" وأم ابناء الحارث اسمها شتير وأبوها بكر بن هوازن" فلم يذكر ابن الكلبي ولاغيره من متقدمي علماء النسب مثل هذه الأسماء التي هي اشبه بما يرد في قصص بني هلال وتغريبتهم.
- من الذي نقل عن هذا المخطوط ان صح وجوده ؟ وان قيل مجهولاً فلبيّن للقارئ صورة من تلك النقولات حتى يتضح لنا نوع الخط وحروفه ، إذ من السهل تمييز الخطوط القديمة من الحديثة . لذلك فليس من المنهج العلمي السليم القول بوجود مخطوط دون التأكد والتثبت من صحة ذلك.
علاوة على ذلك هذا المخطوط الذي يزعم الكاتب انه مفقود لم يشر إليه أحد من المتقدمين او المتأخرين ولاحتى وجد ورقة واحدة منه وإنني لا اتفق مع الكاتب ووصفه لهذا المخطوط بالمصنف المفقود إذ لم تثبت صحته بعد حتى يقال عنه مفقود فالمفقود تطلق على شيء كان له وجود او إشارات من نقول ونحوها.
والجدير بالذكر أن العجيمي نقل نسب محمد بن عمر العرابي وانه من بني شاور من عرب اليمن هو قول قديم جداً ورد عند ابن فهد في القرن التاسع الهجري(١). انظر:الدر الكمين بذيل العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، لعمر بن فهد( ت ٨٨٥هج)؛ تحقيق عبدالملك بن عبدالله بن دهيش، (بيروت: دار خضر للطباعة والنشر، ١٤٢١هج/ ٢٠٠٠م) ٢/ ٨٧٠.
ثم ان العجيمي دوّن رواية وقته فقال:( يوجد عند متأخري ذريته تمام نسبه الى سيدنا عقيل بن ابي طالب رضي الله عنه) وانه نقل هذا النسب من مبارك العرابي. وهي رواية شفهية وربما استفاضة  دونها العجيمي نقلاً عنه. 
اما قول الكاتب أن العجيمي أغفل ذكر مخطوط مبارك العرابي في الانساب لانه ربما يكون العرابي قد شرع بتأليفه بعد وفاة صاحبه العجيمي عام ١١١٣هج وانه اي الكاتب الاشقر وجد في إحدى نسخ الاوراق الاوراق وجود اسم ابن عييفة العيسي وانه اي الاشقر عثر على ذكر لابن عييفة شاهداً عام ١٠٦١هج في وثيقة وقف .
فإن هناك أسباباً لابد من ذكرها، إذا كان مبارك العرابي عاصر ابن عييفة عام ١٠٦١هج وألّف كتابه المزعوم بعد عام ١١١٣هج فكم يكون عمره آنذاك، فإذا افترضنا ان عمره عام ١٠٦١هج ثلاثون عاماً على اقل تقدير فإن عمره عند وفاة العجيمي عام ١١١٣هج يكون ٨٢ عاماً ؟! مما يجعلنا نستبعد انه شرع في تأليف كتاباً بعد هذا العمر، ناهيك أن صاحبه العجيمي لم يشر لا من قريب او بعيد أنه يعد كتاباً في الأنساب او ان لديه اطلاع على انساب القبائل طالما أنه يعرفه وترجم له في كتابه. 
الأمر الآخر من يثبت أن ابن عييفة العيسي هو المقصود نفسه في الاوراق ( التي ارى انها حديثة) هو نفسه الذي ورد في وثيقة الوقف عام ١٠٦١هج والذي اراه انه لاصحة لهذا المخطوط المزعوم الذي ليس له ذكر ولَم ينقل عنه أحد سوى هذه الاوراق التي تلوح عليها مظاهر التزوير اقول بهذ لأنني اطلعت عليها كما لايفوتنا الإشارة الى أن مبارك العرابي خالف بروايته مادوّن عن نسب أجداده الكرام في نص متقدم لدى ابن فهد في القرن التاسع الهجري مما يبطل القول في نظري ان يكون له اهتمامات في أنساب قبائل العرب،،،،
الحواشي :
(١) للمزيد حول نسب العرابية يفضّل الرجوع الى المصادر التالية :
وقد نسب الشيخ محمد بن عمر بأن آل العرابي ننتسب الى( بني شاور من عرب اليمن ) واستعرض بعض كتب المتقدمين ومنها ( كتاب طبقات صلحاء اليمن المعروف بتاريخ البريهي ) تأليف العلامة عبدالوهاب البريهي السكسكي اليمني الذي فرغ من تأليفه سنة875هـ ص10 وانتقل الى ترجمة الشيخ عمر العرابي ص 41 حيث قال مانصه ( القول في ذكر من تحققنا حاله من أهل حراز وملحان وبرع وما والى ذلك فمنهم الشيخ الصالح ولي الله تعالى محي الدين ابو حفص عمر بن محمد العرابي الشاوري اشتهر هذا الشيخ بمذهب التصوف وبالعبادة ومن شيوخه شهاب الدين أحمد بن محمد الحرضي بحرض .ثم سافر منها الى مكة المشرفة والى المدينة الشريفة وصحب الشيوخ هنالك وتأدب بآدابهم وتحكم على أيديهم ،ثم رجع الى اليمن فأقام ببلدة حرازفكان محفوفامحشودا ثم طاف أكثر مدن اليمن وقراها..)  
وجاء في كتاب ( تحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن ) للحسين بن عبدالله الأهدل توفى 855هـ الجزء الأول ص 574 مطبوع حيث قال: وممن قدم الى حراز الشيخ الصالح الصوفي عمر بن محمد العرابي نفع الله به ونسبه في بني شاور في بني رزيق بتقديم الراء...واما العرابي فكان يتكرر الى مكة ثم جاور، واشترى بيتا هناك وعمره عمارة حسنة وأقام بمكة الا ان توفى سنة 828 هـ 
و( شاور ) بفتح الشين المعجمة وألف بعدها ثم واو مخفوضة وقيل مفتوحه ثم راء وهو جد قبيلة كبيرة يعرفون ببني شاور خرج منهم جماعة من الأعيان في العلم وغيره....من كتاب ( السلوك في طبقات العلماء والملوك ) للقاضي ابي عبدالله الجندي الكندي توفى مابين سنة 730 هـ وسنة 732 الجزء الأول.
و( عزلة بنو شاور ) بفتح الشين وكسر الواو وآخره راء وهو شاور ابن قدم ابن قادم ابن زيد ابن عريب ابن جشم ابن حاشد .تقع شمال جبل مسور مربوطة بناحية كحلان عفار حاليا من محافظة لواء حجة ومن بني شاور بلاد الشغادرة الواقعة جنوب حجة. من كتاب ( الثناء الحسن على أهل اليمن ) محمد المرواني – معاصر ص64 و قبيلة شاور من حاشد وحاشد احدى كبريات قبائل همدان تنسب الى حاشد بن جشم بن جبران بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ . وهي قبيلة عظيمة من كتاب معجم المدن والقبائل اليمنية، لابراهيم المقحفي ص 102
وقد ترجم له السخاوي ايضا صاحب كتاب ( الضوء اللامع لأهل القرن التاسع) المجلد الثالث/ القسم السادس ص131 ترجمه رقم 411 (عمر ) بن محمد بن مسعود بن ابراهيم الشاوري اليمني نزيل مكه ويعرف بالعرابي بالتخفيف والاهمال....
كما ترجم له صاحب كتاب (اتحاف فضلاء الزمن ...) لمحمد بن علي الطبري المكي المتوفى عام 1173هـ الجزء الأول ص 213 حيث قال مانصه (توفى مولانا وسيدنا سراج الدين عمر بن محمد العرابي القرشي العقيلي اليمني ثم المكي شيخ مشائخ الطريق وامام التدقيق والتحقيق ...الى ان قال وقد سأل مولانا الشيخ بعض خواصه عن بداية حاله فقال كنت غلاما دون العشر وكان خاطري يميل الى الخلوة والانفراد والذكر والفكر والتورع عن الشبهات وبنو عمي وأخواني سالكون مسلك قبائل اليمن من حمل السلاح والمغالبة والمقاتلة ولم يكن فيهم من سلك طريق القوم ولا في بني شاول ايضا....) يقصد بني شاور وهذا التصحيف في شاول وقع من المحقق حيث جعل الراء لاما ثم قال في الحاشيه وهم عشيرة الشيخ عمر العرابي
وقال في لقب ( العرابي ) ص218 مانصه(...ولم يسم العرابي الاانه لاعربة له والعربة بلسان أهل البلاد هو الذي لايعرف الحذق في الأمور .
وكل من سبق - أجمعوا على اصله الشاوري اليمني بينما شذ الطبري صاحب الاتحاف الذي توفى في 1173 هـ وأضاف له القرشي العقيلي وهنا أرجع لااشارة أوردها العجيمي صاحب خبايا الزوايا حينما قال ( وجد عند متأخري ذريته تمام نسبه الى سيدنا عقيل بن ابي طالب مع أن جدهم الشيخ محمد بن عمر قال في كتابه المذكورأن ( الشيخ من بني شاور جماعة من عرب اليمن ) فالله أعلم بحقيقة الحال... واعتقد ان الطبري نقل قول المتأخرين من ذرية عمر العرابي وأورده وبذلك يكون قد انفرد عن من سبقه من المؤرخين وخالف ايضا قول جدهم محمد بن عمر العرابي وهو واهم لامحالة .
وقد استفدت بعض هذه التراجم من بحث للاستاذ عبدالله العرابي الشاوري الحاشدي الهمداني نشرها في احد منتدى الهاشمية عام ٢٠٠٧م
وكتبة بواسطة مشروع جديلة قيس 1713
منقول




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق