السبت، 11 يناير 2020

الرد على فهد الثبيتي عن موقع ديار بني سعد بن بكر بن هوازن

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد : -
هذا رد مفاده فديو منتشر على الشبكة العنكبوتية للأستاذ فهد بن رجاء الله الذويبي رد فيه على الدكتور عبدالله الثمالي  عن مواطن السيدة حليمة السعدية جنوب الطائف واحببت أن يكون لي مشاركة بسيطة في هذا الشأن  قلت مستعيناً بالله تعالى : 


1/ كررت اخي الأستاذ فهد ذكر النخلتين على أنها من ديار حليمة ، وناقشت وأجبت على هذا الأساس .علماً بأنه لم يقل أحد إن النخلتين من ديار حليمة أو بني سعد بن بكر ، بل هي من ديار هذيل ، وديار بني سعد هي رؤوس النخلتين في ذات عرق وقرن المنازل وأوطاس ونحوها ، فلماذا ذكرت النخلتين ، وأصريت على ذكرها وتكرارها ، وهي خارج الموضوع ؟

2/ ومثل ما سبق قولك عن نص البكري : ( فنزلت هوازن بن منصور بن عكرمة ما بين غور تهامة الى ما والى بيشة وبرك الغماد وناحية السراة .... أن هذه النص النفيس دليل قاطع على الامتداد الواسع لديار بني سعد وهوازن وأنها ليست محصورة في مساحة السيل والنخلتين ... ) .

فمن قال إن ديار هوازن محصورة في السيل والنخلتين ؟ أنت تخلق حجة من رأسك وتجيب عنها . فديار هوازن تمتد من بيشه إلى قلب نجد ، ولكن حديثنا عن ديار بني سعد بن بكر ، أين هي ؟ ومن قال إنها في السراة ؟
نص البكري لم يقل إنها في السراة ، أنت أضفتها من عندك . والديار التي ( توالي ) السراة في هذا النص هي ديار نصر وغيرها ، وهي ليست في السراة بل تواليها كما في النص ، أي تأتي بعدها ، وهذا يوافق ما ذكره البلدانيون من ديار هوازن ، فجميعها توالي السراة وليست فيها ، وذكروا أن أسفل بسل وجلدان وعكاظ وما حولها لبني نصر بن معاوية .

أما ديار بني سعد بن بكر فهي في الغور ، والنص يقول : ( مابين غور تهامة إلى ما والى بيشة ... ) فمن هي القبيلة التي جهة غور تهامة من هوازن ؟ إنها بنو سعد بالتأكيد ، ويدل على ذلك نصوص من كلام بني سعد أنفسهم ، فقد نقل الحربي عن ابن عيينة عن أبيه قال : قلت لأهل ذات عرق : منجدون أم متهمون ؟ قالوا : لا منجدين ، ولا متهمين ، نحن أهل الغور ) وأهل ذات عرق هم بنو سعد بن بكر ، كما ثبت في كل كتب البلدانيين ، وهم أهل الغور في نص البكري ، وفي نقل الحربي ، وجعلهم في السراة دعوى بلا دليل .

3/ ويذكر الأستاذ فهد عدة رحلات للرسول صلى الله عليه وسلم بين مكة والطائف ، ويتساءل : لماذا لم يمر الرسول على امه وأهله ويسلم عليهم ، ولماذا لم يدعهم للإسلام ، ولماذا لم يهجم بنو سعد على الجعرانة ويحرروا الأسرى ؟ وأسألة أخرى من هذا القبيل ، وكلها لا دلالة فيها على ديار بني سعد بن بكر ، ولا علاقة لها بإثبات موقع أو نفيه .

فهم لم يهجموا ؛ لأنهم مابين مقتول في حنين ، وما بين مأسور في الحظائر ، وما بين فارٍ إلى أوطاس هارب من جيش الأشعري الذي يلاحقه ، ثم
يقتله أو يفرقه وذلك في معركة أوطاس ، وما بين فارٍ إلى الطائف ويغلق عليه الأبواب ، وجيش الرسول صلى الله عليه وسلم يلاحقه ويحاصره ...
هذا حال بني سعد بن بكر في ذلك الوقت ، ثم تقول : لماذا لم يحرروا الرهائن في الجعرانة ؟ هم مشغولون يا استاذ فهد بتحرير أنفسهم من الموت الذي يلاحقهم بدل أن يحرروا الرهائن !!

أما قولك لماذا لم يمر ويسلم على أمه أو يدعو للإسلام ... فهذه حجة أضعف من سابقتها ، فإذا ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يمر على أمه ولم يسلم ، هل هذا يكفي في الدلالة على أن ديار بني سعد بن بكر كانت جنوب الطائف ؟
ثم اعلم أن ديار حليمة نفسها ليست في النخلتين كما ظننت بل في أوطاس كما حققها الدكتور الثمالي في بحثه ، وأوطاس ليست على طريقه ليمر ويسلم أو يدعوهم للإسلام ، ثم أقول لك وبنفس المنطق أيضا : إن الرسول صلى الله عليه وسلم وصل الطائف أكثر من مرة ، لماذا لم يمر على أمه وأخواله في الشوحطة ويسلم عليهم ، أو يدعوهم للإسلام ، وقد أصبح قريباً منهم ، بل وصل في سنة حصار الطائف إلى ليه ، وأصبحت الشوحطة ـ وهو في ليه ـ أقرب إليه من أوطاس وهو في قرن المنازل ؟ لماذا لم يمر الشوحطة ويسلم على أمه أو يدعو أخواله للإسلام ... ؟
مثل هذه الأسئلة لا قيمة علمية لها ، ولا يمكن أن تثبت بها منازل القبيلة ، وإنما هي مجرد تعلق بأوهى شبهة بسبب فقدان النص والدليل الصريح .

4/وتقول يا استاذ فهد : إن نص كتاب المناسك الذي ذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أسترضع في أوطاس غير مقبول ؛ لأن فيه كلمة : ( يقال ) .
وأقول : صاحب المناسك هو الإمام الحربي المحدث الثقة تلميذ الإمام أحمد وقد ذكر لفظ (ويقال) لأنه لا يروي حديثاً بل يذكر خبراً سمعه أثناء مروره للحج وهو في أوطاس ، وهذا الخبر لا يبنى عليه أحكام شرعية حتى نبحث عن سنده ، بل هو خبر تاريخي مثل بقية أخبارالتأريخ .

وسؤالي : ماهو دليلك بالسند الموثوق الصريح الجازم ،على أن ديار بني سعد بن بكر كانت جنوب الطائف ؟ أعطني نصاً صريحاً واحداً ، أو اعطني نصاً غير صريح ، وليكن فيه : ( ويقال ، أوزعموا ، أونظن ، أوربما .... ) أو أي لفظ آخر مشابه .
لكن نظراً لعدم وجود أي نص يدعم هذا القول صريحاً أو ( يقال ) أصبحت النصوص المترادفة الصريحة الصحيحة ، التي تحدد ديار بني سعد شمال الطائف
، أصبحت مشكلة عند أصحاب هذا القول لا حل لها ، فهم لا يملكون نصوصاً مثلها أو قريباً منها ، والحل عندهم هو رد النصوص ، فتعييب النصوص هو الحل الوحيد ، ولهذا نجدك يا استاذ فهد تقول في آخر ردك هذا :
( وهذا يدحض أي دليل من المصادر ) !!!!

سبحان الله العظيم ، لأجل أن الحربي قال : يقال إن الرسول كان يسترضع في أوطاس ، لأجل هذا ندحض ( أي دليل من المصادر ) ! أي دليل ! وكل المصادر !
هل تخيفك المصادر يا استاذ فهد إلى هذه الدرجة ؟ حتى إنك صادرت كل دليل من أي مصدر من المصادر ، فصادرت كلام الحربي ، وصادرت كلام عرام السلمي ، وهو أعرابي من بني سليم جيران هوازن ، وأعرف بتلك الديار مني ومنك ومن البلادي . ثم أبقيت على الخرافة السائدة في عصور الجهل ، والتي هي بلا مصدر ؟ وليس فيها لا عرام ولا من هو أقل من عرام ، وليس فيها ( يقال ) ولا ما هو أدنى من يقال .
إن كلمة يقال من إمام محدث ثقة في القرن الثالث ( 286هـ ) وكلام عرام السلمي ، وهو أعرابي من جيران هوازن عاش في القرن الثالث الهجري ، كلامهما أقوى وأحرى بالقبول ، من القول بأن هذه الخرائب المهجورة في وادي الشوحطة ، كانت لحليمة ، وأن عمرها تجاوز 1400 عاماً . اعطني يا أخ فهد نصاً واحداً فقط فيه ( يقال ) أو أقل من يقال يحكي لنا قصة هذه الخرائب .

5/ تقول  : ليس لهم أعداد ؛ لأن أعدادهم في سراتهم ...
أقول : الأصفهاني نقل عن ألأصمعي وعدّد مياه قبائل هوازن ، فذكر مياه بني نصر وبني جشم ، ثم ذكر بني سعد فقال : ( وليس لهم أعداد ، إنما مياههم أوشال ، بمنزلة مياه هذيل ، وهم جيران هذيل .. ) فالأصمعي يقول : ليس لهم أعداد .. وأنت لا يعجبك كلامه ، كما لم يعجبك كلام الحربي ولا عرام ، وتقول : أعدادهم في السراة .. فمن أين أتيت بهذه الزيادة ، هل قال بها أحد ، هل تعلمها أنت بنفسك ، وأنت تتحدث في غير زمنهم ؟ ولماذا فاتت على الأصمعي ، وهو يتحدث عن زمنه ؟ وكيف يكونوا جيراناً لهذيل في الغور وأعدادهم في السراة ؟ فأين الغور وديار هذيل من الشوحطة ؟ وخصوصاً أنه بين ديار هذيل والشوحطة منازل قبائل أخرى وهم ثقيف في الطائف وما جاوره ، وبنو نصر اسفل أودية الطائف ، في عكاظ ، وأسفل ليه ، وأسفل بسل ، كما نصت على هذا العديد من النصوص التي حددت ديار بني نصر بن معاوية ، فكيف تجاوزهم بنو سعد من الغور إلى الشوحطة ، فديارهم في الغور كما تشهد النصوص في ذات عرق وقرن المنازل ، وأعدادهم في الشوحطة ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق