بقلم الباحث هادي ابو عامرية
ليس بخاف على عارف أن الحج في الجاهلية لم يكن على ما هو عليه الآن ، فلما فتحت مكة ودانت العرب بالإسلام ، وحج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ، قال للناس خذوا عني مناسككم، ولهذا السبب لا يمكن إنكار أن تكون عكاظ من مواسم الحج في الجاهلية لما ورد في ذلك من الآثار ، ولا يُرد هذا القول إلا بحجة وشاهد من أثر غير مطعون فيه, ومحال والأمر كذلك أن تكون عكاظ نادة عن مشاعر الحج الأخرى, يحتاج الانتقال منها إلى ما بعدها سفر أيام, لا حجة ولا منطق لمن توهم أن عكاظ شرق مطار الحوية, أي في نجد!!, إن القول بهذا يهدم تاريخ طفولة المصطفى صلى الله عليه وسلم وبعثته, وما لاقى في دعوته, فمن أخبار طفولة المصطفى صلى الله عليه وسلم, خبر الكاهن في عكاظ الذي طلب قتله.
في مصنف عبد الرزاق، المجلد الخامس، الطبعة الثانية، سنة 1403هـ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، كتاب المغازي، باب ما جاء في حفر زمزم .
بعد أن ساق قصة شق صدره صلى الله عليه وسلم من قِبل الملكين، قال : وعنها " أي حليمة السعدية"، أنها نزلت به سوق عكاظ، وكان سوقاً للجاهلية بين الطائف ونخلة، كانت العرب إذا حجت أقامت بهذا السوق شهر شوال، فكانوا يتفاخرون فيه، الذي أعلمه أنه كان يقام من غرة ذي القعدة، إلى يوم 25 منه.
وفي كلام بعضهم كان سوق عكاظ لثقيف وقيس عيلان، فرآه كاهن من الكهّان فقال: يا أهل سوق عكاظ اقتلوا هذا الغلام فإن له ملكاً فزاغت أي مالت به وحادت عن الطريق فأنجاه الله تعالى، وفي الوفاء . لما قامت سوق عكاظ انطلقت حليمة برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عرّاف من هذيل يريه الناس صبيانهم، فلما نظر إليه صاح يا معشر هذيل يا معشر العرب، فاجتمع إليه الناس من أهل الموسم "الموسم يعني الحج" فقال: اقتلوا هذا الصبي فانسلت حليمة به، فجعل الناس يقولون أي صبي ؟ فيقول هذا الصبي شيئاً شيئاً، فيقال له ما هو؟، فيقول: رأيت غلاماً والآلهة ليقتلن أهل دينكم، وليكسرن آلهتكم، وليظهرن أمره عليكم، فطلب فلم يوجد , وهنا نتساءل هل سافرت به إلى نجد لتعرضه على كاهن هذيل دون مَحْرم ؟؟!! , وهل كاهن هذيل يسافر من وادي نعمان قرب عرفات إلى نجد ليعرض عليه أهل نجد وهجر صبيانهم ؟؟!!.
وقد أورد أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قصة هذا الكاهن في كتابه دلائل النبوة، مجلد رقم1/ دار الكتب العلمية، بيروت، تحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي ، طبعة 1405هـ، من رواية محمد بن زكريا الغلابي، وهو شخص متهم بالوضع لذلك في روايته زيادات غير صحيحة، ولكنها لا تضر بما نحن بصدده من الاستشهاد, ولم يرد في روايته اسم عكاظ، وإن كان مضمون القصة يؤيد ما ورد في مصنف عبد الرزاق أنها حدثت في عكاظ المكان والزمان، فبعد أن ساق خبر الملكين وشق صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بزيادات محمد بن زكريا
قالت: فلما سمعت مقالته انتزعته من يده، وقلت: لأنت أعته منه وأجن , ولو علمت أن هذا يكون من قولك ما أتيتك به , اطلب لنفسك من يقتلك , فإنا لا نقتل محمداً , فاحتملته فأتيت به منزلي ، فما أتيت يعلم الله منزلاً من منازل بني سعد بن بكر إلا وقد شممنا منه ريح المسك الأذفر .. الخ .
نستفيد من هاتين الروايتين ، إذا ضممناهما إلى بعضهما، فوائد في معرفة موقع عكاظ.
الفائدة الأولى :
أن قصة شق صدر رسول الله من قبل الملكين جرت وعمره صلى الله عليه وسلم سنتان ، لأن حليمة السعدية أعادته إلى أمه صلى الله عليه وسلم قبل شق الصدر، لانقضاء الأجل , ولما رأت من بركته توسلت أن تسمح أمه بعودته معها عاماً آخر، وبعد عودته بأقل من ثلاثة أشهر نزل عليه الملكان، وكانت حادثة شق الصدر .
الفائدة الثانية:
أنها ذهبت به إلى الكاهن بمشورة نساء الحي، مخافة أن يكون أصابه لمم , وجراء حادثة شق الصدر وحادثة الكاهن أعادته إلى أمه مسرعه , ولكن أمه صلى الله عليه وسلم طمأنتها أن لا خوف عليه من الشيطان , فعادت به إلى عكاظ، وهذا يدل على أن شق صدره صلى الله عليه وسلم من قِبل الملكين كان في أيام عكاظ، أي في شهر ذي القعدة ، حسب القصة التي ساقها البيهقي .
الفائدة الثالثة:
أن ديار بني سعد تقع في عكاظ ، فيما يعرف الآن بوادي نخلة اليمانية , التي تمتد من غرب وادي السيل إلى مكة , حيث يصب في وادي فاطمة ، بعد الاتحاد بنخلة الشامية, ولعل عكاظ كانت تقع بين الزيمة وديار بني سعد من هذا الوادي ، ذلك لأن حليمة رضي الله عنها حين رأت وسمعت من الكاهن ما سمعت، تقول : فانتزعته منه واحتملته وأتيت به منزلي، وهذا يدل على أن عكاظ في منازل بني سعد بن بكر بن هوازن ، فقد حملته على حقوها كعادة النساء في ذلك الزمن، لم تذكر أنها حملته على دابة ، أو أنها جاءت على دابة ، أو أنها جاءت مع زوجها أو مع أخ أو أب، والمرأة في ذلك الزمن لا تسافر سفراً بعيداً وحدها، لذلك لازمها اسم الظعينة حتى سميت به، فيقال لزوجة الرجل ظعينته ، وأصل الظعينة الهودج على البعير الموطأ للنساء، سواء كان داخله امرأة أم لم يكن، ثم قيل للمرأة داخل الهودج ظعينة ، ثم قيل لزوجة الرجل ظعينته ، وأصل الظعن الانتجاع للمرعى، قال تعالى: { وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ .. الآية }
وقصة مرضعة رسول الله مع هذا الكاهن ، لا تدع مجالاً للشك أن عكاظ تقع في ديار بني سعد في نخلة , حيث يعمر هذا الوادي هذيل وجذيمة وهوازن , في مواضع متناثرة من الغرب إلى الشرق، لذلك ما علينا إلا أن نعرف ديار بني سعد في الجاهلية من نخل , حيث كانت طفولته صلى الله عليه وسلم قبل فطامه، وهي غير ديارهم جنوبي الطائف
وما حملت حليمة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا للإسراع به إلى المنزل لخوفها عليه، ولو كانت مطمئنة لقادته, فقد كان في سن يستطيع السير في يد أمه سير الأطفال البطيء ، ولو أن رواة قصة رضاعته صلى الله عليه وسلم، ذكروا متى خرجت مرضعته من ديار بني سعد تطلب الرضعاء ومتى وصلت مكة، أو في أي ساعة من ليل أو نهار خرجت برسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، ومتى وصلت ديارها، لعرفنا المسافة بين عكاظ ومكة, على وجه الدقة, كل هذا لم نظفر بطرف منه في أي كتاب، ولكن إذا اقتنعنا أن عكاظ تقع في ديار بني سعد وجذيمة، فإن من العقل والمنطق، أن تكون ديار بني سعد غير بعيد عن مكة، فلن تُسَّلم قريش فلذات أكبادها إلى قوم ليسوا في متناول أيديهم، كأن يكونوا في نجد،
حيث حدد ابن بليهد عكاظ , ذلك محال لا يقول به عاقل !! , وقبل أن نقول إن تحقيق ابن بلهيد لموقع عكاظ المعتمد من قبل الجهات الرسمية , الكائن في نجد، غير صائب البتة ، وتفسير خاطئ لقصيدة مكذوبة ، أولاها ابن بليهد والجاسر ما لا تستحق من التقدير، سأتعرض لهذه القصيدة قبل نهاية البحث، ورغم اعتماد الدولة تحديد ابن بليهد أقول إن هذا الموقع غير صائب!! , وواجبنا أن نصدقكم أولياء الأمور ,لا نكذبكم ولا نجاملكم , فالرائد لا يكذب أهله!! , وعكاظ ورد ذكرها في أشعار العرب في الجاهلية وأخبارهم ، وفي السنة النبوية , فقد أخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم عن ابن عباس في تفسير أول آية من سورة الجن , أن إبليس حين حيل بين الشياطين وخبر السماء , أمر أصحابه أن يضربوا في الأرض ليعرفوا الخبر , فتوجهوا نحو تهامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة , عامدين إلى سوق عكاظ, وهو يصلي بأصحابه الفجر , لقد قال إن الجن توجهوا نحو تهامة , ولو كانت عكاظ بنجد لما قال نحو تهامة , لم أسق الحديث بتمامه, فقد بدأه ابن عباس بقوله : انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ, وكلمة "انطلق" تدل على قرب عكاظ , وتنفي أن يكون الأمر سفراً , وباستعراض أخبار عكاظ في الشعر العربي، قد يساعدنا ذلك في معرفة موقعه من نخلة اليمانية , أو من المشاعر على وجه التحديد .
في مصنف عبد الرزاق، المجلد الخامس، الطبعة الثانية، سنة 1403هـ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، كتاب المغازي، باب ما جاء في حفر زمزم .
بعد أن ساق قصة شق صدره صلى الله عليه وسلم من قِبل الملكين، قال : وعنها " أي حليمة السعدية"، أنها نزلت به سوق عكاظ، وكان سوقاً للجاهلية بين الطائف ونخلة، كانت العرب إذا حجت أقامت بهذا السوق شهر شوال، فكانوا يتفاخرون فيه، الذي أعلمه أنه كان يقام من غرة ذي القعدة، إلى يوم 25 منه.
وفي كلام بعضهم كان سوق عكاظ لثقيف وقيس عيلان، فرآه كاهن من الكهّان فقال: يا أهل سوق عكاظ اقتلوا هذا الغلام فإن له ملكاً فزاغت أي مالت به وحادت عن الطريق فأنجاه الله تعالى، وفي الوفاء . لما قامت سوق عكاظ انطلقت حليمة برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عرّاف من هذيل يريه الناس صبيانهم، فلما نظر إليه صاح يا معشر هذيل يا معشر العرب، فاجتمع إليه الناس من أهل الموسم "الموسم يعني الحج" فقال: اقتلوا هذا الصبي فانسلت حليمة به، فجعل الناس يقولون أي صبي ؟ فيقول هذا الصبي شيئاً شيئاً، فيقال له ما هو؟، فيقول: رأيت غلاماً والآلهة ليقتلن أهل دينكم، وليكسرن آلهتكم، وليظهرن أمره عليكم، فطلب فلم يوجد , وهنا نتساءل هل سافرت به إلى نجد لتعرضه على كاهن هذيل دون مَحْرم ؟؟!! , وهل كاهن هذيل يسافر من وادي نعمان قرب عرفات إلى نجد ليعرض عليه أهل نجد وهجر صبيانهم ؟؟!!.
وقد أورد أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قصة هذا الكاهن في كتابه دلائل النبوة، مجلد رقم1/ دار الكتب العلمية، بيروت، تحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي ، طبعة 1405هـ، من رواية محمد بن زكريا الغلابي، وهو شخص متهم بالوضع لذلك في روايته زيادات غير صحيحة، ولكنها لا تضر بما نحن بصدده من الاستشهاد, ولم يرد في روايته اسم عكاظ، وإن كان مضمون القصة يؤيد ما ورد في مصنف عبد الرزاق أنها حدثت في عكاظ المكان والزمان، فبعد أن ساق خبر الملكين وشق صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بزيادات محمد بن زكريا
قالت: فلما سمعت مقالته انتزعته من يده، وقلت: لأنت أعته منه وأجن , ولو علمت أن هذا يكون من قولك ما أتيتك به , اطلب لنفسك من يقتلك , فإنا لا نقتل محمداً , فاحتملته فأتيت به منزلي ، فما أتيت يعلم الله منزلاً من منازل بني سعد بن بكر إلا وقد شممنا منه ريح المسك الأذفر .. الخ .
نستفيد من هاتين الروايتين ، إذا ضممناهما إلى بعضهما، فوائد في معرفة موقع عكاظ.
الفائدة الأولى :
أن قصة شق صدر رسول الله من قبل الملكين جرت وعمره صلى الله عليه وسلم سنتان ، لأن حليمة السعدية أعادته إلى أمه صلى الله عليه وسلم قبل شق الصدر، لانقضاء الأجل , ولما رأت من بركته توسلت أن تسمح أمه بعودته معها عاماً آخر، وبعد عودته بأقل من ثلاثة أشهر نزل عليه الملكان، وكانت حادثة شق الصدر .
الفائدة الثانية:
أنها ذهبت به إلى الكاهن بمشورة نساء الحي، مخافة أن يكون أصابه لمم , وجراء حادثة شق الصدر وحادثة الكاهن أعادته إلى أمه مسرعه , ولكن أمه صلى الله عليه وسلم طمأنتها أن لا خوف عليه من الشيطان , فعادت به إلى عكاظ، وهذا يدل على أن شق صدره صلى الله عليه وسلم من قِبل الملكين كان في أيام عكاظ، أي في شهر ذي القعدة ، حسب القصة التي ساقها البيهقي .
الفائدة الثالثة:
أن ديار بني سعد تقع في عكاظ ، فيما يعرف الآن بوادي نخلة اليمانية , التي تمتد من غرب وادي السيل إلى مكة , حيث يصب في وادي فاطمة ، بعد الاتحاد بنخلة الشامية, ولعل عكاظ كانت تقع بين الزيمة وديار بني سعد من هذا الوادي ، ذلك لأن حليمة رضي الله عنها حين رأت وسمعت من الكاهن ما سمعت، تقول : فانتزعته منه واحتملته وأتيت به منزلي، وهذا يدل على أن عكاظ في منازل بني سعد بن بكر بن هوازن ، فقد حملته على حقوها كعادة النساء في ذلك الزمن، لم تذكر أنها حملته على دابة ، أو أنها جاءت على دابة ، أو أنها جاءت مع زوجها أو مع أخ أو أب، والمرأة في ذلك الزمن لا تسافر سفراً بعيداً وحدها، لذلك لازمها اسم الظعينة حتى سميت به، فيقال لزوجة الرجل ظعينته ، وأصل الظعينة الهودج على البعير الموطأ للنساء، سواء كان داخله امرأة أم لم يكن، ثم قيل للمرأة داخل الهودج ظعينة ، ثم قيل لزوجة الرجل ظعينته ، وأصل الظعن الانتجاع للمرعى، قال تعالى: { وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ .. الآية }
وقصة مرضعة رسول الله مع هذا الكاهن ، لا تدع مجالاً للشك أن عكاظ تقع في ديار بني سعد في نخلة , حيث يعمر هذا الوادي هذيل وجذيمة وهوازن , في مواضع متناثرة من الغرب إلى الشرق، لذلك ما علينا إلا أن نعرف ديار بني سعد في الجاهلية من نخل , حيث كانت طفولته صلى الله عليه وسلم قبل فطامه، وهي غير ديارهم جنوبي الطائف
وما حملت حليمة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا للإسراع به إلى المنزل لخوفها عليه، ولو كانت مطمئنة لقادته, فقد كان في سن يستطيع السير في يد أمه سير الأطفال البطيء ، ولو أن رواة قصة رضاعته صلى الله عليه وسلم، ذكروا متى خرجت مرضعته من ديار بني سعد تطلب الرضعاء ومتى وصلت مكة، أو في أي ساعة من ليل أو نهار خرجت برسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، ومتى وصلت ديارها، لعرفنا المسافة بين عكاظ ومكة, على وجه الدقة, كل هذا لم نظفر بطرف منه في أي كتاب، ولكن إذا اقتنعنا أن عكاظ تقع في ديار بني سعد وجذيمة، فإن من العقل والمنطق، أن تكون ديار بني سعد غير بعيد عن مكة، فلن تُسَّلم قريش فلذات أكبادها إلى قوم ليسوا في متناول أيديهم، كأن يكونوا في نجد،
حيث حدد ابن بليهد عكاظ , ذلك محال لا يقول به عاقل !! , وقبل أن نقول إن تحقيق ابن بلهيد لموقع عكاظ المعتمد من قبل الجهات الرسمية , الكائن في نجد، غير صائب البتة ، وتفسير خاطئ لقصيدة مكذوبة ، أولاها ابن بليهد والجاسر ما لا تستحق من التقدير، سأتعرض لهذه القصيدة قبل نهاية البحث، ورغم اعتماد الدولة تحديد ابن بليهد أقول إن هذا الموقع غير صائب!! , وواجبنا أن نصدقكم أولياء الأمور ,لا نكذبكم ولا نجاملكم , فالرائد لا يكذب أهله!! , وعكاظ ورد ذكرها في أشعار العرب في الجاهلية وأخبارهم ، وفي السنة النبوية , فقد أخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم عن ابن عباس في تفسير أول آية من سورة الجن , أن إبليس حين حيل بين الشياطين وخبر السماء , أمر أصحابه أن يضربوا في الأرض ليعرفوا الخبر , فتوجهوا نحو تهامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة , عامدين إلى سوق عكاظ, وهو يصلي بأصحابه الفجر , لقد قال إن الجن توجهوا نحو تهامة , ولو كانت عكاظ بنجد لما قال نحو تهامة , لم أسق الحديث بتمامه, فقد بدأه ابن عباس بقوله : انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ, وكلمة "انطلق" تدل على قرب عكاظ , وتنفي أن يكون الأمر سفراً , وباستعراض أخبار عكاظ في الشعر العربي، قد يساعدنا ذلك في معرفة موقعه من نخلة اليمانية , أو من المشاعر على وجه التحديد .